الجمعة، 3 فبراير 2012

دور المرأة في الكنيسة


ما هي الأدلة الكتابية التي يستند عليها الذين ينادوا بأن تبتعد المرأة عن الدور القيادي في الكنيسة المحلية أو العامة:
1. "لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. وَلكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ"
والسؤال من هن الغير مأذون لهن أن تتكلمن في الكنيسة ؟!
والجواب من نفس النص: " إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ" إذاً المقصود النساء اللائي في مكان السامعات ومن يتكلمن بداعي وبدون داعي في الكنيسة ويشوشرن على العبادة والخدمة !
وهذا هو ما جاء في النص نفسه ومباشرة قبل هذه الكلمات التي اقتطعها الكاتب حيث نقرأ: "لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ" (1كو14: 23)
وهؤلاء المشوشرات عادة لسن ناضجات في الإيمان وما ينطبق هنا على المرأة ينطبق بالتأكيد على الرجل فهل يحق للرجال أن يتكلموا في الكنيسة بسبب وبغير سبب ويشوشروا على العبادة ؟! هل عند الله أيضاً محاباة الوجوه ويفرِّق بين الرجل والمرأة في هذه أيضاً أم البشر هم الذين يفرِّقوا ؟!
لكن لماذا يذكر النص النساء في "كورنثوس" خاصة دون الرجال ؟!
"كانت كورنثوس تشتهر بعبادة أفروديت إلهة الحب والجمال والخصوبة، وكان لها معبد بالغ الروعة فوق الأكمة، كان به ألف من كاهنات المعبد لممارسة الدعارة تعبداً لأفروديت، مما جعل المدينة بؤرة للفساد، تفوق في ذلك غيرها من المدن الوثنية، بما في ذلك روما نفسها".
عن: دائرة المعارف الكتابية تحت كلمة "كورنثوس" إرجع للرابط الآتي:
http://www.arabic-christian.org/daerat_almaearef/encyc/22/default.htm
إذاً نساء كورنثوس واللائي من أصل وثني كان منهن كاهنات لممارسة الدعارة في هيكل أفروديت !
وكان لابد من الإيضاح أن "كنيسة المسيح" ليست مكان "للشوشرة" ولا "للتشويش" ولا مجال مطلقاً
لهؤلاء النسوة اللائي كانت لهن مكانة الكاهنات من قبل، وعليهن أن يفهمن أن مكانهن في كنيسة الرب
هو العبادة في غير تشويش بل في خشوع وفي "زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ" (1 بطرس3: 4)
إذا المقصود هنا المرأة التي في مكان العابد والمتعلم وليست التي في مكان ولا مكانة المؤ إلى جنب مع الرجال في مجال الخدمة في الكنيسة وقد ذكرها الوحي في رسائل الرسول بولس نفسه ولنأخذ مثال:
"أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي، الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا، كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ، وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ، لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضًا" (رومية 16: 1، 2).
وكلمة "خادمة" في هذا النص [ διακονον ] هي نفس الكلمة اليونانية [deacon]المستخدمة في: "كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الشَّمَامِسَةُ ذَوِي وَقَارٍ" [deacons ] [διακονους ] (1تيمو3: 8).
لذا جاءت بعض الترجمات العربية الهامة بهذا النص كالآتي: "أُوْصيكُم بِأُختِنا فَيْبَةَ شَمَّاسةِ كَنيسةِ قَنْخَرِيَّة" (رومية 16: 1) [الترجمة الكاثوليكية].

أيضا نقرأ النص في الترجمة الإنجليزية (CEV) :
"I have good things to say about Phoebe, who is a leader in the church at Cenchreae".
"فيبي التي هي قائدة في كنيسة كنخريا".
وبالرجوع لقاموس "ستروج" نجد أن كلمة [ διάκονος ] (diakonos) التى وصفت بها فيبي تعني:
"specifically a Christian teacher and pastor"
"بالتحديد مُعَلـِّم مسيحي وقس" !
قاموس سترونج الكلمة رقم G1249 ارجع للرابط الآتي:
http://albishara.org/strong.php?op=bnJvPVJ6RXlORGsuJmdyPWRISjFaUS4u
إذاً فيبي كانت في الكنيسة "قيادية" و"مُعلـِّمة" ولا نستبعد أن تكون "قسيسة" !
1. يقول البعض "المرأة في خضوعها للرجل تعكس خضوع الكنيسة لرأسها المسيح، وهذا خلط بين دور المرأة في العلاقة الزوجية (في بيتها) ودور المرأة في الكنيسة ! فالزواج يجمع الرجل والمرأة في علاقة زوجية ينبغي أن يكون أحدهما هو القائد المسيحي والراعي للآخر، والرعاية والقيادة المسيحية هي "حب" وليس "تسلط" أيضاً الخضوع المسيحي هو "خضوع وتسليم الحب" وليس "خنوع أو استسلام".
أما في علاقة كل منهما على حدة مع الرب وفي دور كل منهما في الكنيسة " الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ" (1 كورنثوس 11:11).
وعندما ندرس نصوص الكتاب المقدس علينا أن ندقق في المعنى المقصود بالتحديد ولا نخاط المعاني بدوافع تقليد الذين سبقونا يغير دراسة وتدقيق أو بدوافع تقليد المجتمع المحيط وخوفاً من إنتقاده لنا فالمجتمع العالمي الذي يمثل العالم هو ضد الكنيسة في كل الأحوال فلماذا تراعي تقاليد الأمم الذين يصفوا المرأة بأنها "تحت رجل" ! وهل هذا هو روح الإنجيل وروح المسيح ؟!

2. أيضاً يفسروا بعض نصوص العهد الجديد تفسير حرفي مثل النص: "لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. وَلكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ" (1تيمو2: 11، 12).
و لنقرأ تفسير رجل الله "وليم باركلي" لهذا النص صـ 91 – 95 الطبعة 2 دار الثقافة القاهرة 1988:
"لا يمكن قراءة هذا الجزء دون معرفة التاريخ الذي أحاط به فهو وليد الظروف التي كتبت فيها وهو مكتوب في ظل تاريخ مزدوج [يقصد القرينة التاريخية]:

1. وجهة النظر اليهودية الرسمية: كانت المرأة في مستوى دنيء ... كانت ممنوعة من دراسة الناموس، وتعليم المرأة للناموس كإلقاء اللآليء أمام الخنازير ... كان مُحرَّماً بتاتاً على المرأة أن تدرس في مدرسة ! ... احتسب النساء والعبيد والأطفال في طبقة واحدة وفي الصلاة اليهودية الصباحية، يشكر الرجل الله أن الله لم يجعله "أممياً، أو عبداً أو امرأة" ! ...
من مثل هذه البيئة اليهودية نشأت الكنيسة !

2. التاريخ اليوناني: كان مكان المرأة في الدين اليوناني منخفضاً، ضم معبد أفروديت في كورنثوس ألف كاهنة كُن عاهرات يعرضن بضاعتهن كل مساء في شوارع المدينة، وضم معبد ديانا في أفسس مئات من الكاهنات كانت وظيفتهن مماثلة.
كانت المرأة اليونانية المحترمة تحيا حياة محدودة تماماً، تعيش داخل جناحها الذي لا يدخله إلا زوجها ! لم تكن تظهر حتى لتنال الطعام، ولا يمكن أن تخرج بمفردها لإلى الشارع، ولا يمكن أن تذهب إلى اجتماع عام، أو تشارك بكلام أو بعمل ! ...

لا يجب أن أن نأخذ هذا الجزء على أنه عائق ضد أعمال وخدمة النساء داخل الكنيسة، بل يجب أن نقرأه في ضوء تاريخه اليهودي وفي ضوء الموقف في مدينة يونانية [يقصد أفسس التي كان يخدم فيها تيموثاوس الذي هذه الرسالة مرسلة إليه].
كما يجب أن ننظر وجهة نظر بولس الدائمة التي تخبرنا أن كل الاختلافات قد زالت، وأن الرجال والنساء، العبيد والأحرار، اليهود والأمم، الجميع واحد ولهم نفس الحقوق في خدمة المسيح".

ونقول إن من يتمسك بحرفية النص: "لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ" دون مراعاة الظروف الاجتماعية والقرينة التاريخية والزمان والمكان الذي كُتبت فيه، يجب عليه أيضاً أن يتمسك بحرفية نصوص أخرى مثل: "وَالْعَبِيدَ أَنْ يَخْضَعُوا لِسَادَتِهِمْ، وَيُرْضُوهُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ، غَيْرَ مُنَاقِضِينَ، غَيْرَ مُخْتَلِسِينَ" (تيطس 2: 9، 10)
فكيف نطبق مثل هذه الكلمات حرفياً في يومنا هذا ؟! هل علينا أن نستعيد نظام العبيد ونعود للخلف آلاف السنين ونقلد مجتمع اليونانيين واليهود القدماء ؟! أم نطلق على أنفسنا "الدعوة السلفية المسيحية" !

وإضافة لهذا يستخدم البعض مصطلحات صاغها هو أو صاغتها دكتاتوريات إقطاعية كهنوتية أيام العصور الوسطي وعصور الظلام في أوروبا مثل "سـُـلـطان التعليم في الكنيسة" و"المُسَلـَّمَات الرسولية" و"النظام الإلهي في الكنيسة" !
ليس نظام إلهي ولكنه نظام كهنوتي فرضه الكهنة للتشبه بالأباطرة وملوك العالم فالمسيح لم يكن له "ذي رسمي" يميزه عن باقي معاصريه ولم يكن له "تاج" ولا "كرسي خلافة" رسولية أو "عرش" ولا حتى له "أين يسند رأسه" ! فمن أين أتيتم بالنظام الإلهي في إدارة الكنيسة عن طريق العرش والتاج والصولجان ؟! وهل هذا نظام إلهي أم نظام إمبراطوري متسلط على رقاب العباد ؟
"سلطان التعليم في الكنيسة" ! وهل هو سلطان وتسلط على المؤمنين ؟! أم التعليم عطية إلهية وموهبة روحية لخدمة وبناء المؤمنين مثل أي موهبة يعطيها الروح القدس لبناء جسد المسيح ؟!
"سلطان التعليم" إن هذا التعبير الجارح لجموع المؤمنين والذي يفصل ويميز بعض خدام المسيح ويعتبرهم الصفوة الكهنوتية والرتبة الإلهية التي تفوق البشر والذين لهم وحدهم حق الفهم والوعظ والتعليم ... ولا يحق لأحد المؤمنين الممتلئين بالروح القدس أن يفهم ولا يتعلم ولا يعلم كلمة الله !
إن هذا الفكر يعود بنا إلى ما قبل الإصلاح إلى عصور الظلام حين كان الشعب ممنوع على الشعب الجاهل الخاطئ أن يقرأ الكتاب المقدس بلغته بل طبقة الإكليروس هي فقط التي تقرأ الكتاب وباللغة اللاتينية التي لا يعرفها الشعب وطبقة الإكليروس فقط هي التي يحق لها التعليم وكل من يخالف هذا السلطان الإلهي "سلطان التعليم" ! أو يختلف معه يأمر رجال الكنيسة "وسلاطينها" بالحكم عليه بالإعدام !
هذه هي نتيجة مصطلحات دكتاتورية كهنوتية مثل "سـُـلـطان التعليم في الكنيسة" و "المُسَلـَّمَات الرسولية" و "النظام الإلهي في الكنيسة" !!! هل تريدوا بهذه الأقول أن تعود محاكم التفتيش أو صكوك الغفران ؟!
ومتي استعبدتم المؤمنين بالمسيح وقد قال لهم بفمه القدوس: "لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ" (يوحنا 15:15).
وللحديث بقية لو استمر أصحاب "الدعوة السلفية المسيحية" في مقاومة "نور النعمة الإلهية" وأخيرا أستعير قول الرسول بطرس بالوحي الإلهي في مواجهة "اليهود السلفيين":
" فَإِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَعْطَاهُمُ الْمَوْهِبَةَ كَمَا لَنَا أَيْضًا بِالسَّوِيَّةِ مُؤْمِنِينَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، فَمَنْ أَنَا؟ أَقَادِرٌ أَنْ أَمْنَعَ اللهَ؟" (أعمال 11: 17).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق