الاثنين، 6 فبراير 2012

الراعي الذي يرعى نفسه !


« وَيْلٌ لِلرُّعَاةِ الَّذِينَ يُهْلِكُونَ وَيُبَدِّدُونَ غَنَمَ رَعِيَّتِي، يَقُولُ الرَّبُّ. 2 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ ... عَنِ الرُّعَاةِ الَّذِينَ يَرْعَوْنَ شَعْبِي: أَنْتُمْ بَدَّدْتُمْ غَنَمِي وَطَرَدْتُمُوهَا وَلَمْ تَتَعَهَّدُوهَا. هأَنَذَا أُعَاقِبُكُمْ عَلَى شَرِّ أَعْمَالِكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. وَأَنَا أَجْمَعُ بَقِيَّةَ غَنَمِي مِنْ جَمِيعِ الأَرَاضِي الَّتِي طَرَدْتُهَا إِلَيْهَا، وَأَرُدُّهَا إِلَى مَرَابِضِهَا فَتُثْمِرُ وَتَكْثُرُ ... «هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأُقِيمُ لِدَاوُدَ غُصْنَ بِرّ، فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ، وَيُجْرِي حَقًّا وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ. فِي أَيَّامِهِ يُخَلَّصُ يَهُوذَا، وَيَسْكُنُ إِسْرَائِيلُ آمِنًا، وَهذَا هُوَ اسْمُهُ الَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: الرَّبُّ بِرُّنَا" (ارميا 23: 1- 6)
نعم الكلمات هنا لها بُعد نبوي خاص بإسرائيل وبالتأكيد لها بُعد آخر خاص بنا وبكنائسنا اليوم وبالكثيرين من الذين نراهم قد تحولوا بالرعاية المسيحية من الراعي الذي يبذل نفسه عن الخراف إالى الراعي الذي يصنع لنفسه كرسي عرش في الكنيسة ويمسك بصولجان الملك ويبدد رعية الله ويطرد ويهلك ويذبح غنم رعية المسيح ...
لكي لا يفهم القارئ أننا نمس الرعاة الحقيقين ونتعرَّض لهم بالسؤ، نقول نحن كمؤمنين لابد أن نساند الكنيسة والرعاة الحقيقيين المتشبهين بالراعي الصالح، وعلينا أن نساند كل راعي يحتاج سند من أي نوع معنوي أو روحي أو مادي، لكن الرعاة الذين يرعوا أنفسهم ويذبحوا ويطردوا غنم رعية المسيح، يجب علينا كمؤمنين منقادين بروح المسيح أن نقول لهم ما قاله يسوع نفسه لأمثالهم: "بَيْتِي بَيْتُ الصَّلاَةِ. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ" ! (لوقا 19: 46)
يجب أن تتطهر كنيسة الله من أعمال الظلمة ومن الذين في مكان القادة وهم حجر عثرة وصخرة صدمة للبسطاء من المؤمنين وعلى كل مؤمن حقيقي أن يواجههم بصراحة وصدق وإخلاص وبأسلوب مسيحي، وهذا المقال في طريق هذه المواجهة مع القادة الكنسيين أصحاب الحكمة ال "أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ" (يعقوب 3: 15).
من هؤلاء الرعاة راعي كُسرت رِجل واحدة من رعيتة ووضعت في "الجبس"، وطلب زوجها منه أن يأت ليصلي في البيت لأنها لن تقدر أن تحضر الكنيسة لأكثر من شهر فقال: "إحنا متهمناش الموضوعات الاجتماعية دي" !
وغابت هذا السيدة المكسورة عن الكنيسة أكثر من شهر وهي في الجبس وممنوعة بأمر الطبيب أن تضع قدمها على الأرض لأن الكسر كان مضاعف ... لم يزرها الراعي ولم يسأل عنها أحد من الكنيسة ... ولم تكن غيبتها مدة الجبس فقط بل لم تحضر الكنيسة فيما بعد وتم فيها قول الرب لهؤلاء الرعاة "لمْ تَتَعَهَّدُوهَا. هأَنَذَا أُعَاقِبُكُمْ عَلَى شَرِّ أَعْمَالِكُمْ" !
وغاب زوج هذه السيدة عن الكنيسة مدة خمسة شهور كاملة لم ير فيها عتبة شقته ولم ير الشارع لأنه كان مريض بمرض مزمن ... كان نفس الراعي مشكوراً يتصل به مرات ليوبخه على عدم حضوره اجتماع الأحد صباحا ومساءً والاجتماع العام يوم الأربعاء واجتماع الصلاة يوم الخميس ولم تكن مكالمات الراعي ليساند المريض ولا ليجبِّر كسره ولا ليضمد جراحه بكلمة الرب بل كانت كلماته في التليفون للتوبيخ على عدم حضور الكنيسة كان يزيد المجروح تجريح ويزيد المكسور تكسير ولم يزره أبداً ولم يعرف حتى طريق بيته ولم يفكر حتى في الصلاة معه في التليفون !
وعندما رجع هذا الشخص إلى الكنيسة بعد غيبة طويلة وجد شباب الكنيسة يشكون من الراعي مر الشكوى، فقال أحدهم: "كنت أقود الترنيم في الكنيسة وبعد أن انتهى الاجتماع وجدت الراعي يقول لي: "انت المفروض متقفش ع المنبر مرة تاني". وعندما سألته: "ليه يا خضرة الراعي؟" قال لي: "لاء مش ها قول لك ليه" !!! علماً بأن هذا الشاب صوته جميل في الترنيم وأسرته مؤمنين ويحضروا نفس الكنيسة ويرنم في اجتماعات عامة خارج هذه الكنيسة والجميع يشهد لأخلاقه، ويخدم في اجتماع الشباب بنفس الكنيسة !
وشاب آخر أبوه المؤمن الهادي الذي له سنوات طويلة في الإيمان ومُساند للكنيسة وللراعي، خرج من الكنيسة ولم يعد، عبَّر هذا الشاب عن عدم ارتياحه من الراعي وقال: "يعني الواحد يسيب الكنيسة ؟" !
فما كان مني إلا أن قلت له: "انت لما بتزعل من أخوك أو أبوك في البيت بتسيب البيت وتمشي؟"، قال: "لاء"، قلت: "الكنيسة بيتك لو زعلت من واحد من خواتك أو زعلت من القسيس لا تترك بيتك"
وذات مرة تعامل الراعي باحتقار مع أحد الرعية أمام الناس في احتفال سنوي كانت الكنيسة تمتلئ فيه بالغرباء، وعندما جاء هذا الشخص للراعي يعاتبه بحب كما قال الكتاب، تعامل الراعي معه للمرة الثانية بعدم تقدير وأساء إليه مرة أخرى على انفراد !
وعندما غاب هذا الشخص عن الكنيسة وتدخل أحد أعضاء الكنيسة عند الراعي وقال له: "يا حضرة الراعي يا ريت تزور الأخ فلان عشان هو زعلان منك"، فما كان من الراعي إلا أن رد عليه: "أنا عايز أزوره لكن للأسف مش عارف طريق البيت" !
عذر أقبح من ذنب ! فهذا الأخ الذي لا يعرف الراعي بيته يحضر الكنيسة منذ ثلاثة سنوات وعضو في الكنيسة منذ أكثر من سنة والمسافة بين بيته والكنيسة عشرة دقائق في ميكروباس صغير أجرته ربع جنيه مصرى (خمسة وعشرون قرش فقط لا غير) !
هل يستحق أن يكون راعي من لا يعرف بيوت الرعية ولا يريد أن يعرفها عندما يغيب الواحد منهم خمسة أشهر بسبب المرض ؟! وعندما يتعامل معهم باحتقار ويهمل الضال والمكسور ويجرح العليل وينتحل لنفسه الأعذار الواهية والقبيحة لكي لا يأت بالضال ولا يطلب الطريد ولا يضمد الجريح ولا يجبِّر المكسور ... هل مثل هذا يستحق أن يكون راعي ؟!
وعندما سأله أحد الراعية: "هو الأخ فلان مش بيجي الكنيسة ليه؟"، قال الراعي: "هو مش عضو معانا يعني مش كاتب ورقة عضوية" ! ... علماً بأن هذا الشخص الذي خرج من الكنيسة ولم يعد، له ثلاثة أبناء خدام عاملين في نفس الكنيسة وزوج ابنته عضو في مجلس الكنيسة وهذا الرجل له سنوات يحضر الكنيسة بانتظام ولا يغيب عن الكنيسة !
وعندما سأل نفس الشخص الراعي مرة ثانية عن نفس الغائب : "هو ليه مش بيحضر الكنيسة؟"، قال الراعي بمنتهى الهدؤ: "أنا مش ها اتكلم عليه من وراه" ! ... وكأنه يقول ضمناً إنسي هذا الشخص لأنه أخطأ أخطاء غير مقبولة أخلاقياً وأنا لا أقبله في الكنيسة ولا أريد أن أتكلم عن عيوبة الأخلاقية ! ... مع أن هذا الشخص مشهوداً له من الجميع بالتقوي والإيمان والهدؤ والحكمة ولا يصيح ولا يخاصم ولا يسمع أحد في الشوارع صوته !
وذات مرة اشتاق إلي هذا الغائب بعض أعضاء الكنيسة واتصلوا به تليفونياً يطلبوا أن يزوروه في بيته، فقال بكل أدب وهدؤ: "أرجو ألا تطلبوا مني أن آتي لهذه الكنيسة مرة أخرى" !
ومرة أخرى طلب أحد أعضاء الكنيسة أن يقابل هذا الشخص في الكنيسة فقال له: "لو عايز تشوفني أنا أصلي في كنيسة أخرى ممكن نتقابل هناك وأنا لن أحضر هذه الكنيسة مرة أخرى" !
المهم استمرت الشكوى المُرة من الراعي إلى أن أعلن هو قرب نهاية العام عن جمعية عمومية (اجتماع جميع أعضاء الكنيسة) لاختيار "مجلس كنيسة" جديد (مجلس إدارة الكنيسة)، لأن مدة المجلس الحالي قد انتهت وفوجئنا بأن كل واحد من أعضاء المجلس التسعة المنتهية مدته يرفض رفضاً تاماً أن يرشح نفسه للمجلس مرة ثانية ! وعندما سألناهم لماذا ؟ لم يجرؤ على الإجابة إلا ثلاثة من تسعة وقالوا: "المجلس بياخد قرارات ولا يتم العمل بها لأن الراعي يعمل ما يريد والمجلس لا فائدة منه ولا عمل له وقراراته لا يتم العمل بها" !
وفي نهاية جلسة الجمعية العمومية قرر السيد الراعي (رئيس الجلسة ورئيس مجلس الكنيسة والذي يرى نفسه ويراه البعض أنه رأس الكنيسة) قرر أن يؤجل الجلسة العمومية واختيار أعضاء المجلس الجديد إلى أجل غير مسمى، وذلك لأنه ترشيح أحد نفسه ... !
وكانت جلسة مُرة قالت له سيدة فاضلة عضوة بالكنيسة وأسرتها خدام بنفس الكنيسة زوجها وابنها وابنتها، قالت له: "بلاش تزعلهم يا حضرة الراعي" !
لكن الراعي الذي لا يراعي أحد إلا نفسه، لا يهمه يزعلوا يتركوا الكنيسة أو يتركوا الخدمة أو يرتدوا عن الإيمان المهم أنا وبعدي الطوفان !
ومر شهرين ولا يوجد مجلس وقد يمر سنتين ولا يوجد مجلس لأن الراعي لا يريد مجلس ... ولأن الراعي لا يجرؤ أن يقول أنا لا أريد مجلس كنيسة ولا لزوم له لأني أنا مدير ورأس الكنيسة وأنا ممثل الله على الأرض !

الجمعة، 3 فبراير 2012

دور المرأة في الكنيسة


ما هي الأدلة الكتابية التي يستند عليها الذين ينادوا بأن تبتعد المرأة عن الدور القيادي في الكنيسة المحلية أو العامة:
1. "لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. وَلكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ"
والسؤال من هن الغير مأذون لهن أن تتكلمن في الكنيسة ؟!
والجواب من نفس النص: " إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ" إذاً المقصود النساء اللائي في مكان السامعات ومن يتكلمن بداعي وبدون داعي في الكنيسة ويشوشرن على العبادة والخدمة !
وهذا هو ما جاء في النص نفسه ومباشرة قبل هذه الكلمات التي اقتطعها الكاتب حيث نقرأ: "لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ" (1كو14: 23)
وهؤلاء المشوشرات عادة لسن ناضجات في الإيمان وما ينطبق هنا على المرأة ينطبق بالتأكيد على الرجل فهل يحق للرجال أن يتكلموا في الكنيسة بسبب وبغير سبب ويشوشروا على العبادة ؟! هل عند الله أيضاً محاباة الوجوه ويفرِّق بين الرجل والمرأة في هذه أيضاً أم البشر هم الذين يفرِّقوا ؟!
لكن لماذا يذكر النص النساء في "كورنثوس" خاصة دون الرجال ؟!
"كانت كورنثوس تشتهر بعبادة أفروديت إلهة الحب والجمال والخصوبة، وكان لها معبد بالغ الروعة فوق الأكمة، كان به ألف من كاهنات المعبد لممارسة الدعارة تعبداً لأفروديت، مما جعل المدينة بؤرة للفساد، تفوق في ذلك غيرها من المدن الوثنية، بما في ذلك روما نفسها".
عن: دائرة المعارف الكتابية تحت كلمة "كورنثوس" إرجع للرابط الآتي:
http://www.arabic-christian.org/daerat_almaearef/encyc/22/default.htm
إذاً نساء كورنثوس واللائي من أصل وثني كان منهن كاهنات لممارسة الدعارة في هيكل أفروديت !
وكان لابد من الإيضاح أن "كنيسة المسيح" ليست مكان "للشوشرة" ولا "للتشويش" ولا مجال مطلقاً
لهؤلاء النسوة اللائي كانت لهن مكانة الكاهنات من قبل، وعليهن أن يفهمن أن مكانهن في كنيسة الرب
هو العبادة في غير تشويش بل في خشوع وفي "زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ" (1 بطرس3: 4)
إذا المقصود هنا المرأة التي في مكان العابد والمتعلم وليست التي في مكان ولا مكانة المؤ إلى جنب مع الرجال في مجال الخدمة في الكنيسة وقد ذكرها الوحي في رسائل الرسول بولس نفسه ولنأخذ مثال:
"أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي، الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا، كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ، وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ، لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضًا" (رومية 16: 1، 2).
وكلمة "خادمة" في هذا النص [ διακονον ] هي نفس الكلمة اليونانية [deacon]المستخدمة في: "كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الشَّمَامِسَةُ ذَوِي وَقَارٍ" [deacons ] [διακονους ] (1تيمو3: 8).
لذا جاءت بعض الترجمات العربية الهامة بهذا النص كالآتي: "أُوْصيكُم بِأُختِنا فَيْبَةَ شَمَّاسةِ كَنيسةِ قَنْخَرِيَّة" (رومية 16: 1) [الترجمة الكاثوليكية].

أيضا نقرأ النص في الترجمة الإنجليزية (CEV) :
"I have good things to say about Phoebe, who is a leader in the church at Cenchreae".
"فيبي التي هي قائدة في كنيسة كنخريا".
وبالرجوع لقاموس "ستروج" نجد أن كلمة [ διάκονος ] (diakonos) التى وصفت بها فيبي تعني:
"specifically a Christian teacher and pastor"
"بالتحديد مُعَلـِّم مسيحي وقس" !
قاموس سترونج الكلمة رقم G1249 ارجع للرابط الآتي:
http://albishara.org/strong.php?op=bnJvPVJ6RXlORGsuJmdyPWRISjFaUS4u
إذاً فيبي كانت في الكنيسة "قيادية" و"مُعلـِّمة" ولا نستبعد أن تكون "قسيسة" !
1. يقول البعض "المرأة في خضوعها للرجل تعكس خضوع الكنيسة لرأسها المسيح، وهذا خلط بين دور المرأة في العلاقة الزوجية (في بيتها) ودور المرأة في الكنيسة ! فالزواج يجمع الرجل والمرأة في علاقة زوجية ينبغي أن يكون أحدهما هو القائد المسيحي والراعي للآخر، والرعاية والقيادة المسيحية هي "حب" وليس "تسلط" أيضاً الخضوع المسيحي هو "خضوع وتسليم الحب" وليس "خنوع أو استسلام".
أما في علاقة كل منهما على حدة مع الرب وفي دور كل منهما في الكنيسة " الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ" (1 كورنثوس 11:11).
وعندما ندرس نصوص الكتاب المقدس علينا أن ندقق في المعنى المقصود بالتحديد ولا نخاط المعاني بدوافع تقليد الذين سبقونا يغير دراسة وتدقيق أو بدوافع تقليد المجتمع المحيط وخوفاً من إنتقاده لنا فالمجتمع العالمي الذي يمثل العالم هو ضد الكنيسة في كل الأحوال فلماذا تراعي تقاليد الأمم الذين يصفوا المرأة بأنها "تحت رجل" ! وهل هذا هو روح الإنجيل وروح المسيح ؟!

2. أيضاً يفسروا بعض نصوص العهد الجديد تفسير حرفي مثل النص: "لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. وَلكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ" (1تيمو2: 11، 12).
و لنقرأ تفسير رجل الله "وليم باركلي" لهذا النص صـ 91 – 95 الطبعة 2 دار الثقافة القاهرة 1988:
"لا يمكن قراءة هذا الجزء دون معرفة التاريخ الذي أحاط به فهو وليد الظروف التي كتبت فيها وهو مكتوب في ظل تاريخ مزدوج [يقصد القرينة التاريخية]:

1. وجهة النظر اليهودية الرسمية: كانت المرأة في مستوى دنيء ... كانت ممنوعة من دراسة الناموس، وتعليم المرأة للناموس كإلقاء اللآليء أمام الخنازير ... كان مُحرَّماً بتاتاً على المرأة أن تدرس في مدرسة ! ... احتسب النساء والعبيد والأطفال في طبقة واحدة وفي الصلاة اليهودية الصباحية، يشكر الرجل الله أن الله لم يجعله "أممياً، أو عبداً أو امرأة" ! ...
من مثل هذه البيئة اليهودية نشأت الكنيسة !

2. التاريخ اليوناني: كان مكان المرأة في الدين اليوناني منخفضاً، ضم معبد أفروديت في كورنثوس ألف كاهنة كُن عاهرات يعرضن بضاعتهن كل مساء في شوارع المدينة، وضم معبد ديانا في أفسس مئات من الكاهنات كانت وظيفتهن مماثلة.
كانت المرأة اليونانية المحترمة تحيا حياة محدودة تماماً، تعيش داخل جناحها الذي لا يدخله إلا زوجها ! لم تكن تظهر حتى لتنال الطعام، ولا يمكن أن تخرج بمفردها لإلى الشارع، ولا يمكن أن تذهب إلى اجتماع عام، أو تشارك بكلام أو بعمل ! ...

لا يجب أن أن نأخذ هذا الجزء على أنه عائق ضد أعمال وخدمة النساء داخل الكنيسة، بل يجب أن نقرأه في ضوء تاريخه اليهودي وفي ضوء الموقف في مدينة يونانية [يقصد أفسس التي كان يخدم فيها تيموثاوس الذي هذه الرسالة مرسلة إليه].
كما يجب أن ننظر وجهة نظر بولس الدائمة التي تخبرنا أن كل الاختلافات قد زالت، وأن الرجال والنساء، العبيد والأحرار، اليهود والأمم، الجميع واحد ولهم نفس الحقوق في خدمة المسيح".

ونقول إن من يتمسك بحرفية النص: "لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ" دون مراعاة الظروف الاجتماعية والقرينة التاريخية والزمان والمكان الذي كُتبت فيه، يجب عليه أيضاً أن يتمسك بحرفية نصوص أخرى مثل: "وَالْعَبِيدَ أَنْ يَخْضَعُوا لِسَادَتِهِمْ، وَيُرْضُوهُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ، غَيْرَ مُنَاقِضِينَ، غَيْرَ مُخْتَلِسِينَ" (تيطس 2: 9، 10)
فكيف نطبق مثل هذه الكلمات حرفياً في يومنا هذا ؟! هل علينا أن نستعيد نظام العبيد ونعود للخلف آلاف السنين ونقلد مجتمع اليونانيين واليهود القدماء ؟! أم نطلق على أنفسنا "الدعوة السلفية المسيحية" !

وإضافة لهذا يستخدم البعض مصطلحات صاغها هو أو صاغتها دكتاتوريات إقطاعية كهنوتية أيام العصور الوسطي وعصور الظلام في أوروبا مثل "سـُـلـطان التعليم في الكنيسة" و"المُسَلـَّمَات الرسولية" و"النظام الإلهي في الكنيسة" !
ليس نظام إلهي ولكنه نظام كهنوتي فرضه الكهنة للتشبه بالأباطرة وملوك العالم فالمسيح لم يكن له "ذي رسمي" يميزه عن باقي معاصريه ولم يكن له "تاج" ولا "كرسي خلافة" رسولية أو "عرش" ولا حتى له "أين يسند رأسه" ! فمن أين أتيتم بالنظام الإلهي في إدارة الكنيسة عن طريق العرش والتاج والصولجان ؟! وهل هذا نظام إلهي أم نظام إمبراطوري متسلط على رقاب العباد ؟
"سلطان التعليم في الكنيسة" ! وهل هو سلطان وتسلط على المؤمنين ؟! أم التعليم عطية إلهية وموهبة روحية لخدمة وبناء المؤمنين مثل أي موهبة يعطيها الروح القدس لبناء جسد المسيح ؟!
"سلطان التعليم" إن هذا التعبير الجارح لجموع المؤمنين والذي يفصل ويميز بعض خدام المسيح ويعتبرهم الصفوة الكهنوتية والرتبة الإلهية التي تفوق البشر والذين لهم وحدهم حق الفهم والوعظ والتعليم ... ولا يحق لأحد المؤمنين الممتلئين بالروح القدس أن يفهم ولا يتعلم ولا يعلم كلمة الله !
إن هذا الفكر يعود بنا إلى ما قبل الإصلاح إلى عصور الظلام حين كان الشعب ممنوع على الشعب الجاهل الخاطئ أن يقرأ الكتاب المقدس بلغته بل طبقة الإكليروس هي فقط التي تقرأ الكتاب وباللغة اللاتينية التي لا يعرفها الشعب وطبقة الإكليروس فقط هي التي يحق لها التعليم وكل من يخالف هذا السلطان الإلهي "سلطان التعليم" ! أو يختلف معه يأمر رجال الكنيسة "وسلاطينها" بالحكم عليه بالإعدام !
هذه هي نتيجة مصطلحات دكتاتورية كهنوتية مثل "سـُـلـطان التعليم في الكنيسة" و "المُسَلـَّمَات الرسولية" و "النظام الإلهي في الكنيسة" !!! هل تريدوا بهذه الأقول أن تعود محاكم التفتيش أو صكوك الغفران ؟!
ومتي استعبدتم المؤمنين بالمسيح وقد قال لهم بفمه القدوس: "لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ" (يوحنا 15:15).
وللحديث بقية لو استمر أصحاب "الدعوة السلفية المسيحية" في مقاومة "نور النعمة الإلهية" وأخيرا أستعير قول الرسول بطرس بالوحي الإلهي في مواجهة "اليهود السلفيين":
" فَإِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَعْطَاهُمُ الْمَوْهِبَةَ كَمَا لَنَا أَيْضًا بِالسَّوِيَّةِ مُؤْمِنِينَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، فَمَنْ أَنَا؟ أَقَادِرٌ أَنْ أَمْنَعَ اللهَ؟" (أعمال 11: 17).

الأربعاء، 25 يناير 2012

الليلة التي ذبح فيها النبي نفسه





بقلم/ وجيه عطا




أعتقد أن الله أراد أن يذبح إبراهيم نفسه وليس ابنه ... بأمانة عشت القصة ثلاثة أيام كاملة قرأتها بالعبري والإنجليزي والعربي ... وقرأت تفسيرات كثيرة عنها ... وتخيلت أن الله يطلب مني انا ما طلبه من إبراهيم، تقمصت شخصيته وخرجت الدموع من عينيَّ وأنا أتخيل الليلة التي قضاها إبراهيم يصارع نفسه حتي الصباح تخيلت الصر اع الذي دار في نفسه تلك الليلة المريرة.

إبراهيم وضع ابنه الذي خرج به من الحياة في يد الرب وتحت رهن إشارته، إبنه وحيده الذي هو كل كنز صلوات وانتظارات وبكاء الماضي "ماذا تعطيني وأنا ماضٍ عقيم ؟!" كان الولد هو الحلم رغم الممتلكات الكثيرة والعبيد والإماء والغنم والبقر والنفوذ كل هذا لا شيء ولا معنى له "وأنا ماضٍ عقيم" ! كل حياتي "كوم" وانتظاري للولد "كوم" آخر !
وأخيراً أعطيتني حلم حياتي وفرّحتني وأشرقت حياتي كلها به عوَّضتني عن جفافي أنا وامرأتي كنا كشجرة عقيمة جافة بلا معنى ولا فائدة وكم كنا نبكي ! لكن هذا الولد أسميناه "ضحك" !
لماذا تريد أن تأخذ من "الضحك" ؟!
هل تريدني أن أذبح وأقطِّع وأحرق بيدي الضحكة الغالية لقلبي ؟!
هل تريدني أن أذبح وأقطِّع وأمزِّق بالسكين الذي هو أغلى من أحشائي ؟ وأعظم من نور عيني ؟!
هل تريدني أن أعود لامرأتي وأقول لها ذبحت وحرقت ابنك الذي هو كل أمل لكي وليَّ في الحياة ؟! ...
وماذا سيكون رد الأم التي ذبحت أنا وحيدها وأملها وإشراقة شمس حياتها ؟!
كيف سأنظر في عينيها بعد أن مزقت وطعنت كل أمل لها في الحياة ؟!
هذا إن تَحَمَّلَتْ صدمة ما أقول وعاشت بعدها !
وهذا إن استطعت أنا أصلا أن أفتح فمي أمامها بعد أن مزقت الذي هو لها أعظم وأهم من أحشاؤها ومن كبدها !
يا للهول كيف أخبرك يا سارة الحبيبة بأني فعلت هذا بكِ !
لا أقدر أن أخبرك بأني فقأت نور عينيكِ وأنت نائمة ولن ترى حياتك النور فيما بعد !
يا إلهي لن أقول هذا أبداً لحبيبتي !
ستلومني وتقول لي أنت ضيَّعت من يدي "ابن عمري" الذي أخذنا وعوداً من الرب أن يكون لنا منه نسل !
يا إلهي ! ... كيف نسيت هذا في غمرة مشاعري وغرقي في دموعي !
نعم أنت قد وعدتني أنه سيكون لي أحفاد من إسحاق !
فكيف سأقدمه ذبيحة محرقة وبعدها سيكون لي أحفاد منه ؟!
نعم هذا معناه أنك ستحييه من الموت !
نعم أيها الرب القدير سأقدمه بين يديك ذبيحة محرقة
وستقدمه أنت بين يديَّ وبين يدي سارة مرة أخرى لأن عطاياك وهباتك بلا ندامة
ستقيمه من الموت وسأعود به سالماً بين يدي أمه !
لهذا سأتمم ما طلبته مني وسأقدمه لك ذبيحة محرقة في المكان الذي تريده وبالطريقة التي تريدها أنت تماماً !
سأضعه بين يديك ولن أخسر إطلاقاً ما هو بين يديك !
وأنا متيقن تماماً أني سأعود به حياً، بل يدي هذه التي تمسك السكين وتذبح ابني من أجلك هي نفسها التي ستمسك بأحفادي منه لأنك أنت قلت هذا وسيحدث كل ما قلته لي

ها هو الصبح قد أتى ... وأول شعاعة للشمس قد تسللت يجب أن أوقظ إسحاق وأخذه قبل أن تقوم سارة ... وسأترك لها رسالة مع غلمان البيت، بأني ذهبت كعادتي أنا وإسحق في رحلة طويلة للصيد وتقديم ذبيحة للرب وسنعود بعد أيام
نعم يا إلهي سأعود لها بعد أيام وإسحاق ابني معي لأنك أنت وعدتني.

"وَحَدَثَ ... أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ ... فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ ... وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ». فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ، وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ، وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ، وَشَقَّقَ حَطَبًا لِمُحْرَقَةٍ، وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ" (تكوين 22: 1- 3)


الاثنين، 6 سبتمبر 2010

الولد نايم




الولد نايم لكن ... ف حالة صحيان معقولة ومقبولة

نايم لكن ف يقظة كيانية وجودية ... حقيقية محبوبة

وشايف إيد شفافة خلف الستارة البيضا

ماسكة الشمس والقمر ...

والسما والأرض ...

والغيوم والنجوم

والأيد التانية ساند عليها الولد


راسه وإحساسه وقلمه وكراسه ... !


وجيه عطا





الأحد، 22 أغسطس 2010

على باب الله



صحيح أنا نايم ... لكن على باب الله اللي كله خير
مطمن ورايق أحسن من أمير
ولا شايل سلاح وقلقان م اللصوص زي الغفير
ولا خايف يعزلوني زي الوزير
وراضي بلقمة حاف وكوز مية م الزير
مطمن ورايق أحسن من أمير
دانا على باب الله اللي كله خير
وجيه عطا

كلام كبير



اللي يفرَّق بين الناس
ويقول: لغتي وديني ولوني الأساس
فهموه معنى كلمة "إنسان" يا ناس

بلاش نقول دا شخص ينداس
فهموه معنى كلمة "إحساس"
وعلموه معاني "الإخلاص"
نسقي محبة وتفاهم وإحساس
ونصبر علي زرعنا يا ناس

وازرع طول البال في الكبار والعيال
وارمي شوية صبر تتغير الأحوال
دا الشوك بيطرح ورود !
و اصبر يا صبار ع الجفاف والبرود !
واللي بيزرع ورد الورد ليه ها يعود !
وجيه عطا
11/8/2010

الجمعة، 13 أغسطس 2010

اسمعوا يا كل الناس


اسمعوا يا كل الناس

أنا وانت وهو وهي إنسان في الأساس

أبيض اسود اصفر انت واحد من الناس

مـسلم مـسيحي يهودي واحد من الناس

بوزي سيخي هندوسي واحد من الناس

ليــه تقـــسِّمونا مـؤمــن وكـافر وتلـعبوا بالناس ؟!

حــرام ... حــرام تقــسِّمونا معــسكرات يا نـــاس

وتحجَّروا قلوب وتصدَّروا حروب من غير أساس

وتربُّـوا في الصُـــغـيَّر عــداوة في القلب والراس

وتســــــوِّدوا صـــفــحة بيــــضا ف الــــــــكـُرَّاس


دا الأب واحـــد للبـــشر والـــدم والإحـــــساس

والــرب واحــد وانتـــشر م الـــناس أجــــناس

ليــه الـعداوة تنتصر ع الــحب والإخلاص ؟!

الكراهية والغدر منبعهم وسواس خبيث خناس

والدين السماوى يسمو ويعلا بالفكر والإحساس


لو مــسلم ومـسلـِّم لله اطلـب للناس الــــسلام

ومسيحي مسيحك ميلاده على الأرض السلام

يــهودي كــتابك يقول إلـــهك رئــيس الــسلام


"َالـــــــــْمَلِكُ الــــــــــــْقُدُّوسُ الـــــــــــــسَّلامُ" (1)

"الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي ، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ"(2)

"إِلَــــهاً قـــــَدِيراً أَبــاً أَبــَدِيّاً رَئـِيسَ الـــسَّلاَمِ "(3)

وجيه عطا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) القرآن الكريم ، سورة الحشر الآية 23

(2) الإنجيل بحـَسَبْ لوقا الأصحاح 2, الآية 14

(3) التوراة (العهد القديم) سفر إشعياء: الأصحاح 9, الآية 6