الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

مروَّحين




غربة ومروحين
لو طلبنا طريق السفر
يتفرش ورد ورياحين
نبقي أكيد غلطانين

لكن يا ناس من حقنا واحنا مسافرين
متغرَّبين ومغبَّرين
يا ناس ... من حقنا نعبَّر عن نفسنا ... ونقول م الغربة تعبانين

صدقوني القلب شاكر
ومْسَلـِّم لقائد الرحلة ...
لكن اللحن حزين
والحالة غربة وسفر ... ومش مستقرين

لا تلومونا لو على أنهار بابل لقيتونا باكيـن
الغربة صعبة ومُـرة ... وفي السبي صعب الأنين
لا تلومونا ... ولا تلوموا كاتب مزمور حزين
متغرَّب في أرض السبي ياكل ... خبز الأنين

عارفين ... إن قائد الرحلة علينا أمين
عارفين ... إن للغربة نهاية ... ومروحين
عارفين وشايفين ... انه هو معانا ولامسين
بنعبد ونخدم ومنتظرين ...
أبونا يجي ياخنا ... وينهي الأنين

لا تلومونا لو على أنهار بابل لقيتونا باكيِّن
الغربة صعبة ومُـرَّة ... وفي السبي صعب الأنين
لكن لغاية ما يجي أبونا ...
أَدينا منتظرين
واحنا منتظرين ... ممكن دموعنا تخونا لحظة أو لحظتين ... !
لكن حياتنا تشهد ... إننا راضيين
بنعبد ونخدم ...
ولو كنا بالغربة راضيَّن
مش ها نبقي لابونا منتظرين
ولا لبيتنا مروحين

عموما ... لو طولت أو قصَّرت ... أهي غربة ومروحين
خلونا نمسح عيونّا في ناس لنا ... محتاجين
خلونا نخرج ونبحث عن العايشن في غربة
من غير أمل ضايعين
دول حقيقي مساكين ...
صحيح زينا متغرَّبين ...
لكن من غير أب مذلولين ...
لا تشفق عليهم عين
محتاجين يكونوا زينا منتظرين
يلا نمسح عيونَّا
ونخرج نوزع أمل
وننسى لحن الغربة الحزين
ونفضل ننادي على كتير من اللي متغرَّبين
عشان يكون الكل مش بس متغربين
لكن منتظرين وطالبين
أبوهم يرجع وينهي
لحن الغربة الحزين !

السبت، 5 ديسمبر 2009

الحب احتلال


الحب استسلام العاصمة
وسقوط الأسوار واختلال
والحب إغواء واحتيال
والحب امتلاك واحتلال
~~~

حبيبتي ...
يامن تحتلي دمائي ورأسى ... ودنيتي
يا من تحتلي ... بيتي وغرفتي
~~~
لن تستقل عني من صارت جزء مني !
فمن تدخل جنة حبي ... أحرِقُ أوراق هويتها وهويتي !
أنسى اسمها وأسميها حبيبتي !
... ومن تعزف على قيثارتي
أبداً لن تستقل عني ... ولن تترك جنتي !
... وَهْمٌ أن تحلـُمي باستقلال
فأنتي وأنا أرض محتلة للأبد !

نعم قبل الاختلال والاحتلال المتبادل
كنتُ ... وكنتي جزيرة مستقلة
وكان لكل منا إسم
ومن يدخل الحدود يدفعُ رسم !
وكانت ...
نعم كانت بيننا ... بروتوكولات ... وسفارات
... وقبل تبادل الاحتلال والاستغلال
كانت بيننا باسبورات وتأشيرات
وراية وعملة وحدود
هذا ... قبل تبادل الاستغلال
نعم كنا وكان ...
كل هذا كان ... لكنه ليس الأن !
ولن يعود للخلف الزمان
بعد أن صرنا جيش واحد ...
لا تتوهمي حلم انفصال ... وجيشان !
لا تتخيلي عودة حرس الحدود
ولا تجندي مخابرات ومهاترات !
فكلهم دُمَى وأقزام
ذبحتـُهم وأحرقتـُهم ... وذريتُ رمادهم تحت الأقدام
ففي الحب لا توجد جُزر بعيدة ولا دويلات
لا انقسام للجيش ... راية واحدة وليس رايات
ولا حرية فكر أو عقيدة أو أديان
فالحب ديكتاتور يسحق تمرد الدويلات !
وله أعضاء في وحدة الكيان
وليس أعداء وقتال وجيشان
في الحب لا توجد حدود
ولا أنانية وانفصالية وسدود
~~~

نعم حبيبتي ...
للحب مفهومٌ واحدٌ أحد ... في دولتي
الحب دولة واحدة ... ودين واحد ... وملك واحد
والانفصال عن الحب خيانة عظمى مصيرها ... حُكم واحد !
Wagih

الاثنين، 23 نوفمبر 2009

ورود بشرية


الوردة حلوة الرائحة للشم ... وحلوة اللون للعين والناظرين ... حتى حفيف الوردة يهمس
للقلب والنفس في حب رائع بين النفس وهذه الوردة الجميلة.

لو كانت الوردة هكذا رائعة وهكذا تطرب لها النفس وتستمتع بها العين ويرتاح لشذاها الشم ... فكم وكم لو كانت هذه الوردة بشرية رائعة في المسيح

هكذا توجد ورود بشرية كثيرة ... دعونا نقيم علاقات رائعة مع كل الورود البشرية التي لها رائحة المسيح ... أو التي بنعمته ستكون فيها رائحة المسيح.

توجد ورود في بيت كل واحد منا يجب أن نرعاها لتستمر خدودها موردة ناعمة وأوراقها زاهية ... ويجب أن نرعاها لتستمر حياتها ما بقينا حتى نرى حياة تخرج منها وتنتح من ذاتها حياة بتكاثرها ماديا وعمليا في ورود أخري ...
سنحيا وظل الورد يحيا ... وسنرى تكاثر للورود بأعداد كبيرة جداً لو عشنا نرعى الورود ...

وخارج بيوتنا توجد ورود بشرية في كل مكان تحتاج قطرات ماء ... وتحتاج شعرات أضواء ... وتحتاج حب بلا رياء ... ما أجمل الحب تحت الأضواء ... به تحيا الورود وتصفو الأجواء

الاثنين، 22 يونيو 2009

كـلـــمة "قـلـــب"


ألملم جراحي معكم ... فـــتـزداد الـــجــــــــراح
أحاول أن أسمعكم ... فأجد صدى الصوت راح
أن أفـــهـــمـــــكم ... فأجد اللـفـــظ ســـــــــلاح

لا أفهم لغة لا تـعرف كلـــمة ... "حب"
ولا أفهم لغة ليست فيها كلمة ... "قلب"

ولغاتكم كثيرة
لهجاتكم مثيرة
ألفاظكم عثيرة

كلــما حــاولت أميز لفظ ... قلــبي يتـقـلب
فأكره هذ اللفظ ...
كلــما حـاولت أفـك رمـز ...عـقلي يتغـيب
فأدوس الرمز ...
كلما حاولت منكم أتقرب ... نفسي تتغرَّب
وتغيب الشمس

فأنا لا أفهم لغة لا تـعرف كلمة ... "حب"
ولا أفـهم لغة ليـست فيها كلـمة ... "قلب"

ستفهم حينذاك !

«لَسْتَ تَعلمُ أَنتَ الآنَ مَا أَنَا أَصنَعُ، وَلكِنكَ سَتَفـَهمُ فِيمَا بَعْدُ» (يوحنا 13 : 7)

ستفهم فيما بعد ...
ستفهم
وعندئذ تتبدد كل غيوم عدم الفهم
عندما يتغير نظام العالم القائم ...
لن تكون في أعماقك علامات استفهام

لن تكون حيرة أو آلام ...
ولا تناقض بين النظرية والتطبيق
ولا هوة بين الحقيقة والواقع
ولا ازدواجية بين السر والعلن ...

ستفهم فيما بعد ...
ستفهم
عندما تـُزال كل الأقنعة التي صنعها البشر.
عندما تـُزال كل جداران وقلاع وناطحات سحاب الغباء البشري وعدم الفهم.

ستفهم فيما بعد ...
ستفهم
في عالم جديد لا يعرف كلمة "غباء" ولا توجد في قواميسه كلمة "كراهية" ولا كلمة "تعصب".

ستفهم فيما بعد ...
ستفهم
في عالم جديد ليس فيه موت أو دماء أو غدر أو حرب ...

قد تفهم "بعض الفهم" هنا عندما تعيش وكأنك تعيش "هناك" ... لكنك لن تفهم إلا "هناك" ولن تفهم إلا "حينذاك" !

مسافر وليس كافر


يا مـــسافر عــــبر الـــــــبلاد
غــريب عــــن كــل الـعــــباد
في بلادك عليك أعلنوا الجهاد
وغـــــيرهـــم أعــلن الـعـــناد

هـل سـتظل مـسافر ؟! ... وإلى أيــن تـســير ؟
وهل أنت حقاُ كافر ؟! ... وأين تحـط الرحيل ؟
وإلى أين سـتمضى ؟! ... وأنت غريب عليل ؟

قــلبي مـعـك ... ربــــي مـعـك
يـــد الــــقـدير تــشـفي أدمـعـك
عين القدير ... في الدرب معـك
خـــطط الــقـدير حــتما تــسـير
صـوت القدير ... آت لـمسمعك
لا تنـسى أنه في الدرب مـــعك

الأحد، 29 مارس 2009

حكاية رعاة


كانوا أصحابي
وإن غبتُ يوماً ... هزهم غيابي
وفي مرضي ... يدق هاتفي وبابي
وفيهم رعاة يئنوا لعذابي
هذا يسأل وهذا يـُسلـِّم ... وهذا يلـَذ له اقترابي

تمر السنون ...
ويولد لنا ولهم بنون ...
رعاة ذهبوا ... ورعاة يجيؤن
قلوب ذهبت وعقول كبرت أمام العيون
أصدقاءٌ ذهبوا وزملاءٌ باقون
أحباءٌ رحلوا وجيرانٌ يسكنون

ومازالت باقية ٌ أيامٌ وسـِنون ...
ومازلنا في حضن راع ٍ أمين ...
حبه ُ يعلو فوق الأنين
نصلي فيعلو معه الجبين
فيفـْرَحُ قلبٌ كانَ حزين ...
ويجري ليبحث عن الجائعين
يوزع فرحاً على العابسين ...

ويأتي ليسجد فيبكي بقلبهِ دمع سخين
لأجل الحيارىَ ... لأجل الأسىَ واليائسين
ويأخذ حبا ً ودفئا ً وخبزا ً وفرحا ً ...
ويجري ليبحث عن الجائعين
يوزع فرحا ً على العابسين ...

ومازلنا في حضن راع ٍ أمين ...
تدور السنون ويبقى أمين ...
يرعى رعاة ... ويعطي حبا ً ودفئا ً وخبزا ً وفرحا ً
ليعطوا ويعطوا ... وتمضي السنين ...

تعالى لتأخذ منه وتعطي ...
فمازالت دموع ودماء وأنين ...
ومازالت أفواه وقلوب الكثيرين ...
منتظرين ...

تعالى لتأخذ منه وتعطي ...
فمازلنا في حضن راع ٍ أمين.

وجيه عطا

الأحد، 22 مارس 2009

لماذا أعيش ؟



هل أنا هنا على الأرض صدفه ؟
لا ... بالتأكيد يوجد خالق له السلطان ولا يحدث شيء بالصدفة كما يتصور بعض الناس.

لماذا انا موجود على الارض ؟
موجود لأن الله أوجدني وأراد أن أكون موجود.
خلقني لهدف عنده ... ويجب أن يعرف كل منا هدف وجوده ... وأن يتوافق مع هدف الله لنكون ناجحين نجاح حقيقي ... وما استحق أن يعيش من عاش لنفسه ... لقد خلقني الله وخلقك لنحبه ونحب الحياة بمن فيها وما فيها ... وقد خلق كل شيء من أجل الإنسان ... بل المسيح أتى للأرض من أجل الإنسان ... وأقول بكل ثقة ...
تستحق أن تعيش لأنك تحيا من أجل الآخرين ...

عش لتمسح دمعة وتزرع بسمة ... ورغم صعوبة هذا إلا أنه ممكن ... بل رائع !!!
عش لتشجع شخص بابتسامة أو كلمة أو لقمة أو عُملة أو جهد أو وقت ... أو تسمعه ويسمعك وتصادقه.
استثمر حياتك في حياة الآخرين ...

وجيه عطا

"إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ"
(يوحنا 12: 24)

الحقيقة الثابتة والمؤكدة

غالبية الناس لا يعلموا إلا الأمور السطحية والظاهرية ... ولا يدركوا معنى كلمة إنسان.
غالبية الناس يريدوا أن يردد غيرهم كلماتهم هم.
غالبية الناس كلٍ منهم يريد الآخر "Copy" منه في الفكر والعقيدة والعبادة والفهم والكلام، وينطبق عليهم القول: "لا يعرفون ماذا يفعلون".

لا يعرف الكثيرين أن كل شخص خلق الله منه واحد فقط، وهو متميز في الفكر والمشاعر والمواهب والإمكانيات والقدرات والذوق والشكل و ...
لا يعرف الكثيرون أن كل إنسان هو حياة متميزة ... وجنة خاصة تتميز برائحة وطعم فاكهة خاصة ... ولها مواسم مختلفة بثمار مختلفة في وقتها !
ولا يعرف الكثيرون أن كل إنسان هو كيان متميز جداً ... الواحد حار تخرج أنفاسه مثل النار ... والآخر متبلد متجمد كجبال التلج ... وبين هذا وذاك تباديل وتوافيق ونمازج من الأشخاص، بل وتداخل بين الثلج والنار في الشخص الواحد بطريقة محيرة لكن هذا هو الإنسان متميز فلا يتطابق اثنان !

والكثيرون يُقَـيِّموا الإنسان بما يعمل أوما يعطي ... وإن كان العمل والعطاء كل منهما قيمة عظيمة ... لكن ما ذنب العاجز ومن ليس له قدرة أن يعمل ؟! ... وما ذنب الفقير المحتاج الذي ليس له ما يعطي ؟!

يجهل الكثيرون أن قيمة الإنسان لسيت فقط فيما يعمل أو يعطي ... إنما قيمة الأنسان أنه إنسان، يتواصل في حب مع كل إنسان لأنه عرف كيف يتواصل مع رب الإنسان !

عندما يدرك الإنسان حب "ابن الإنسان" ... وعندما يتلامس بروحه وأعماقه المحدودة مع الوحيد الواحد غير المحدود ... تتلاشى كل حدود التعصب البغيض للون والجنس والدين والحدود، وهذا عمل الله الغير محدود عندما يتقابل في نقطة في قلب الإنسان المحدود.

نعم فالحقيقة الثابتة الأبدية والمؤكدة عندي هي أن الله هو أبي ... وأنني في روحي وكياني من مصدر إلهي.
والحقيقة المساوية هي أن الله هو أب لكل إنسان ... مهما اخلتفت الأديان واللسان والأوطان والزمان.

الحقيقة الثابتة والمؤكدة هي أن الله هو الأب والمصدر لكل إنسان مهما اختلف الزمان والمكان ... وكل إنسان هو أخ شقيق لكل إنسان.

هذه الحقيقة لا يرفضها إلا أعمى البصيرة ... ومتعصب الفكر ... ومحدود النظرة، الذي لا يري في كلمة إنسان إلا من كان من قبيلته أو دينه أو بلده ولغته أو لون بشرته ... والباقون في رتبة أقل ... فيري أنهم يجب أن يبادوا أو يستعبدوا أو نستغلهم نحن النبلاء الأفاضل !!!

كل من يعرف ويدرك أنه من مصدر إلهي ... وأن الله أبوه ... يدرك تماماً أن كل إنسان هو شقيقة وحبيبه ... ونور ودفء الحب الإلهي يبدد برودة وظلمة وظلام الكراهية والتفرقة والعنصرية.

من كره أو قتل إنسان كره و قتل الإنسانية وكره وقتل نفسه ... ومن ساعد إنسان أن يحيا في حرية وكرامة وسعادة صار ذراعه ولسانه أدوات في يد الخالق الذي يحي الميت ويقول للشيء كن فيكون.

اللهم اجعلني واجعلنا غير قاتلين للحياة التي خلقتها في الإنسان وما يحيطه من كون.
اللهم اجعلني واجعلنا أدوات في يدك، تقول على ألسنتنا كلمات تحي بها نفوس دب بها الموت والخراب ... وتلمس في دفئك بايدينا أجساد منقادة لذل الموت فتزهو فيها حيوية الحياة، فأنت يا الله الحب وأنت الحياة.
وجــيه عطا
11مارس 2009

الخميس، 19 مارس 2009

"أنى أحلم" . "I have adream"

المواطنة هي الانتماء والولاء للوطن الذي يحتضن كل مكونات السكاني في البلد على اختلاف التنوع العرقي والديني والمذهبي ، الأمر الذي يقتضي أن تذوب كل خلافاتهم واختلافاتهم عند حدود المشاركة والتعاون في بناء الوطن وتنميته والحفاظ على العيش المشترك فيه.
وحق المواطنة يحتم على الدولة أن يكون جميع مواطنيها متساوين أمام القانون لا يُميز القانون مجموعة عرقية أو دينية أو مذهبية معينة على حساب أخرى وإلا تغلبت النزعة الدينية أو العرقية على الانتماء للوطن.
ونجد في الوطن الواحد أغلبية عرقية أودينية وهي مجموعة تمثل أكثر من نصف العدد ... ونجد الأقلية وهي جماعة فرعية تعيش بين الجماعة الأكبر عدداً ، وتكوِّن مجتمعاً تربطه ملامح تميزه عن المحيط الإجتماعي حوله، وتعتبر نفسها مجتمعاً يعاني من تسلط مجموعة تتمتع بمنزلة اجتماعية أعلى وامتيازات أعظم تهدف إلى حرمان الأقلية من ممارسة كاملة لمختلف صنوف الأنشطة الاجتماعية أو الاقتصادية
والسياسية ، بل تجعل لهم دوراً محدوداً في مجتمع.
مثلا في أميركا كان السود أقلية عرقية مستعبدة، والبيض أغلبية عرقية متسلطة، كان الدستور والقوانين يضعها البيض وكان هناك تميِّز عنصري (1) ضد السود ...
إلا أننا نجد كفاح من السود ضد التميِّز العرقي والرِّق والقوانين التي اسعبدتهم وأذلتهم ... واستمر كفاحهم، وساندهم فيه المنصفون من البيض ... وبعد كفاح مستمر ومتواصل انتزعوا إعلان تحرير العبيد في 22 سبتمبر 1862 على يد الرئيس الأمريكي "أبراهام لينكولن".
ورغم انتهاء نظام الرق والاستعباد إلا أن التميِّز العنصري ضد السود استمر إلى أن أتى "مارتن لوثر كنج جونيور" وهو زعيم أمريكي من أصول أفريقية ، وقس وناشط سياسي إنساني، من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السود، وهو من أهم الشخصيات التي دعت إلى الحرية وحقوق الإنسان.
وقام أفارقة أمريكا في عام 1963 بثورة لم يسبق لها مثيل في قوتها اشترك فيها 250 ألف شخص، منهم نحو 60 ألفا من البيض متجهة نحو النصب التذكاري لـ "أبراهام لينكولن"، فكانت أكبر مظاهرة في تاريخ الحقوق المدنيِّة، وهنالك ألقى "كينج" أروع خطبه: "أنى أحلم" . "I have adream"
التي قال فيها:
"إنني أحلم اليوم بأن أطفالي الأربعة سيعيشون يوما في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم".
فدقت القلوب، في وقت لم تكن فيه أجراس الحرية تدق، فما أن مضت ثمانية عشر يوما حتى صُعق مارتن لوثر كينج وملايين غيره من الأمريكيين بحادث وحشي، إذ ألقيت قنبلة على الكنيسة المعمدانية التي كانت في ذلك الوقت تمتلئ بتلاميذ يوم الأحد من الزنوج؛ فأسرع "كينج" مرة أخرى إلى مدينة برمنجهام، وكان له الفضل في تفادي انفجار العنف.
يعتبر كثيرون أن رسالة "لوثر كينج" قد تحققت وأن التفرقة العنصرية قد انتهت في اليوم الذي فاز به "باراك أوباما" بالانتخابات الرئاسة 2008 وقد حصل السود من الناحية القانونية على حقوقهم المدنية (2)
ولم يكن ممكناً أن يُنتـَخب رئيس أمريكي من السود إلا بعد كفاح طويل عانت فيه أجيال من السود الذين سعي زعماؤهم للوحدة بدل من التفرقة ... واستعانوا بالكثيرين من المنصفين من الأغلبية البيضاء ... ولم ينالوا حقوقهم في يوم وليلة بل دفع الكثيرين الثمن، ولم يحصدوا الثمار إلا في الجيل الثاني والثالث من الكفاح المستمر !
تري هل يحدث حالياً تميِّز عنصري ضد الأقليات العرقية والدينية في الشرق الأوسط ؟ أو هل يوجد اضطهاد هنا أو هناك ؟ أو على الأقل هل الأقليات في الشرق الأوسط لم تحصل على حقوقها المدنية ولم تتساوى مع الأغلبية أمام القانون في دول هذه المنطقة ؟
فما هو دورك عملياً في إنهاء التفرقة بين أبناء الوطن الواحد سواء كنت من الأقلية أو من الأغلبية ؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التميِّز العنصري (
بالإنجليزية: Racism) هي الأفعال والمعتقدات التي تـُقلل من شأن شخص ما كونه ينتمي لعرق أو لدين. كما يستخدم المصطلح ليصف الذين يعتقدون أن نوع المعاملة مع سائر البشر يجب أن تحكم بعرق وخلفية الشخص متلقي تلك المعاملة، وأن المعاملة الطيبة يجب أن تقتصر على فئة معينة دون سواها. وأن فئة معينة يجب أو لها الحق في أن تتحكم بحياة و مصير الأعراق الأخرى.
(2) الحقوق المدنية هي الحماية والامتيازات للسلطة الشخصية لجميع المواطنين بموجب القانون.

هل تخرج من الموت حياة ...؟

دون تدخل مني خطط لوجودي !
ودون أن يسألني عن رأيي قرر وجودي !
أنا إبداعه النادر …!
ولا يمكن أن تتألق كل إبداعاتي إلا إذا أطلقتُ أنا روحه فيَّ بحُرِّية
ولا يمكن أن تكون لي فائدة إلا إذا سلـَّمته جميع مفاتيح تشغيل كياني المُعَقَََََّد التركيبات والتكوينات والأبعاد.

وسيظل كل منا سهم شارد أو رصاصة طائشة
سنظل ضائعين تائهين مُشَرَّدين ...
لن نفهم أنفسنا من الداخل ... ولن نفهم الناس أمامنا ... ولن نفهم الحياة من حولنا
وستظل أمواج الحياة تعبث بنا ونتخبط بين جراح وأحزان وآلام وصدمات ...

إلى أن تضيء معرفة الله كيان الواحد منا ...
وكأنه شجرة كل ماضيها خريف ميت استيقظت خضراء مزدهرة على إشراق شمس ربيع الله الأبدي.

الأربعاء، 4 مارس 2009

أحباء وحبيبات !


لو أمـــلـك كـل الـدعـوات
لو أفتح طاقات السموات
لو أطـلـب كـل الـطلــبات
و أجد استجابة الدعـوات
كــــــنـت إلـــــــيـكـم آت
ولا أترككـــم للـــمـمات !

لو أملك تحويل الكلمات لسكن ...
لـبـنـيـت قــصـوراً فـي الســمـوات
وصنعتُ من الكلمة شهد ولقيمات
وعـشت مـــعـكم أعــماراً ودهــوراً
فـي قـصور الـكلــمات الـدهـريات !

لـــو أمــلــك كــل الــدعــــــــوات
لنزعـت مـن كل قلب حب الـذات
وجــعـلت الجـميع أحباء وحـبيبات
وألــغـيت الـحـروب والـخـصـومـات
وأقــمتُ فــي كل العالم سفارات
تـــدعــو للــحب ...
بين الأجـناس والألوان والديانات !

وأبـــني لـفـنون الــحب جـامـعات وكلــــيات
وأقـــيم أسـاتــذة لـتدريس الــحب الـعملي
ومـنح أعلى الدرجات
وأهـب جـوائز تقدير لــعلماء هـدم الـعداوات
وأقــيم دعـاة الحب رؤسـاء ومـلوك ومـلكات
وأدعو الكل لعبادة الذي من أجل الحب مات
فالــحـب حــياة وهــدف مــن أجله نُـمات !